وفاة الملاكم جاك آيرز- تحقيق في ملابسات غامضة

باشرت السلطات البريطانية تحقيقاً شاملاً ومعمقاً في حادثة الوفاة المفاجئة للملاكم اليافع جاك آيرز، البالغ من العمر 22 ربيعاً، والذي عُثر عليه جثة هامدة في منطقة ذات طبيعة مستنقعية في الثالث من شهر مارس، وذلك بعد مضي بضع ساعات فقط على الإعلان عن فقدانه.
وأصدرت شرطة «آفون وسومرست» بياناً رسمياً بتاريخ الثالث عشر من مارس، ناشدت فيه عموم الجمهور بتقديم أية معلومات قد تسهم في إجلاء الغموض المحيط بملابسات ما وصفته بـ«الوفاة التي لم يتم تفسيرها بعد». ووفقاً لما ورد في التقرير الأمني، تم العثور على جثمان آيرز في المياه القريبة من منطقة «شاربهام دروف»، وذلك بناءً على بلاغ تلقته الأجهزة الأمنية من أحد المارة في تمام الساعة الواحدة وخمس وأربعين دقيقة ظهراً في يوم وقوع الحادثة. وأكدت الشرطة أن الفحص الطبي الشرعي الأولي قد أظهر أن السبب الرئيسي للوفاة هو الغرق، مع عدم وجود أية إصابات جسدية ظاهرة قد توحي بوقوع اعتداء أو عمل إجرامي.
وكشفت التحقيقات الأولية أن آيرز قد شوهد لآخر مرة وهو يسير على امتداد طريق «شاربهام دروف» في حوالي الساعة الثانية والنصف فجراً من يوم الثالث من مارس، وذلك قبل أن يختفي عن الأنظار في ظروف لا تزال غامضة ومليئة بالالتباس. وقد عبرت عائلته عن صدمتها العميقة وحزنها البالغ، مصرحة في بيان رسمي: «لا توجد كلمات يمكن أن تعبر عن حجم الأسى والحزن الذي يكتنفنا جميعاً. لقد كان جاك شخصاً محبوباً للغاية من قبل عائلته وأصدقائه على حد سواء، وكل ما نتمناه هو أن نفهم حقيقة ما حدث في اللحظات الحاسمة التي سبقت وفاته المأساوية».
وفي السياق نفسه، أوضح رئيس مفتشي المباحث، السيد كليمنت غودوين، أن التحقيقات لا تزال جارية على قدم وساق، مشيراً إلى أن غياب أية دلائل مادية تشير إلى وجود إصابات جسدية يعزز بشكل كبير من فرضية عدم وجود أية شبهة جنائية تحوم حول الحادث، إلا أن القضية لا تزال مصنفة ضمن قائمة «الوفيات التي لم يتم تبريرها» وذلك إلى حين استكمال جميع التحقيقات والإجراءات اللازمة. ودعا غودوين أي شخص تواجد في المنطقة خلال الساعات الأولى من يوم الثالث من مارس إلى مراجعة دقيقة لأية تسجيلات متوفرة لديه من كاميرات المراقبة المثبتة في المركبات الخاصة به، والتواصل الفوري مع السلطات الأمنية في حال توفرت لديه أية معلومات قد تكون ذات فائدة في مساعدة المحققين.
وأكدت الشرطة على استمرار جهودها الحثيثة والمتواصلة لجمع المزيد من الأدلة والقرائن، بما في ذلك فحص ومراجعة تسجيلات كاميرات المراقبة المنتشرة في محيط موقع الحادثة، وذلك في محاولة جادة لتقديم صورة أكثر وضوحاً وشمولية عن الظروف والأحداث التي سبقت وقوع الوفاة. واختتم غودوين تصريحه بالتأكيد القاطع على التزام الأجهزة الأمنية التام بتقديم الإجابات الشافية والمقنعة لعائلة آيرز المنكوبة، قائلاً: «إن أفكارنا وصلواتنا هي أولاً وقبل كل شيء مع عائلة جاك التي تعيش حالياً لحظات عصيبة ومؤلمة للغاية. وسوف نواصل بذل قصارى جهدنا من أجل كشف الحقائق الدامغة وتقديم أكبر قدر ممكن من الوضوح والشفافية حول ملابسات هذه الحادثة المأساوية».